مقالات واراء

لن أرتبط به لأنه غير متعلم:

احجز مساحتك الاعلانية

كتب/ رضوان محمد عثمان
تكررت هذه الجملة في زماننا هذا بصورة مهولة جداً، بل وحتي المتزوجون من قبل سنوات خلت ورزقوا البنين والبنات وهم ممن لم يكملوا تعليمهم يشعرون بتعاسة بالغة وحزن داخلي يأكل أجنابهم يوما بعد يوم وعقد نقص تتكاثر كلما مرت الأيام بلا أدنى أسباب منطقية!
– حين تتقدم لخطبة فتاة جامعية يكون أول سؤال موجه لك سواء منها أو من أهلها هو مؤهلاتك التعليمية وكأنك داخل معاينة وظيفية وليس حياة زوجية قوامها المشاركة، وكلما قل تأهيلك العلمي عنها قلت فرصة إرتباطك بها، وحتى إذا قدر لك الإرتباط بها تظل نظرات الإحتقار والهمز واللمز ينال منك حتى ولو كنت من الأغنياء والمحترمين.
– لا ينكر عاقل أهمية التعليم بالنسبة للطرفين ولكن أن يصبح عدمه لأحدهم سيفا مسلطا على رقبته ومعيار انتقاص من أهليته فهذا ما لم أجد له سببا واحدا يعضده، خصوصا إذا علمنا أن السلوك الشخصي والسلوك العدواني يشترك فيه المتعلم وغير المتعلم لأن السلوك بشكل عام يكتسبه الشخص من أسرته وبيئته ومجتمعه، وكم من الأشخاص من غير المتعلمين يفوقون بأخلاقهم وأدبهم من نالوا من التعليم حتى الأستاذية!
– اذا طرحنا سؤالا مباشرا على كل المتعلمين المتزوجون، ما هي الإضافة التي شكلها التعليم على إستقراركم الأسري فياترى ماذا ستكون الإجابات؟ وهل التعليم هو الضمان لإستمرار الأسرة؟ وهل التعليم هو الذي يؤمن العيش الكريم للأسر؟ وهل لا يستقيم عود الأسرة إلا من خلال التعليم؟ وكل الأسئلة هنا مقصود بها التعليم الجامعي او فوق الجامعي، ولنستصحب في ذاكرتنا عدد حملة البكلاريوس والماجستير وحتى الدكتوراة الذين لم يجدوا وظيفة حتى الآن وأصبحوا من أصحاب المهن والحرف، فما الذي استفادوه بصورة مباشرة من هذه الأوراق المروسة في حياتهم الإجتماعية غير الإستهزاء والإستهتار والسخرية من شهاداتهم و((عطالتهم المقنعة))!
– في رأيي وبعد أن فكرت طويلا أعتبر أن الشرط الوارد في العنوان يجب أن يطرحه كل من يريد الزواج على من يريد الإرتباط بها، فإذا علمنا ان دور الأب انحصر في توفير احتياجات الأسرة من أكل وشرب وملبس ومسكن ومنصرفات تعليم وعلاج وغيرها وحتى وقته بالكامل لا يفي لتوفير كل هذه الإلتزامات وتضطر الأم الي المشاركة بمجهودها لتوفير جزء آخر من هذه المتطلبات الدائمة بدوام الأسرة، مع القيام بدورها في المنزل مضاف له إستذكار دروس الأبناء وتربيتهم ومراعاتهم ومعرفة احتياجاتهم ومتابعتهم في المدارس وكل ما يختص بشأن الأسرة فبربكم من هو المحتاج للتعليم؟
كسرة خروج/
المعايير التي تقوم عليها المجتمعات الأوروبية ومجتمعات الدول المتقدمة وتحاول ترويجها وفرضها المنظمات المدنية والأسر التي تعيش في تلك المجتمعات على المجتمعات النامية والنائمة تسبب حالة من الشلل العام وتوقف كامل لقطار الحياة نسبة لأن تطور المفاهيم لا يسير منفردا عن تطور البيئة فالعلاقة بينهما طردية ولا يذيد أحدهما عن الآخر إلا وحدثت مشكلة!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى